فذلك التقوي يا عمر
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وسار على هديه وهداه إلى يوم الدين... أما بعد...
ذهب الفاروق ابن الخطاب -رضي الله تعالى عنه- إلى أُبيِّ بن كعب فسأله عن التقوى، فقال له أُبَيٌّ -رضي الله تعالى عنه- (بالمعنى): (أرأيت يا أمير المؤمنين لو أن رجلاً في أرض مملوءة شوكاً.. ما يصنع؟) فأجاب عمر -رضي الله تعالى عنه-: (يشمِّر لها ويجتهد) فقال أُبيٌّ -رضي الله تعالى عنه-: (فذلك التقوى يا عمر)...
دعونا نتوقف مع هذه القصة الجميلة قليلاً، فحين يتحدث الكثيرون عن التقوى، وأن المؤمن أستاذ في التقوى، وهي من صفاته التي يجب أن يتحلّى بها.. يفتقد عدد كبير من إخواننا لمعنى حقيقيٍّ للتقوى، يوصل إليهم فكرته الصحيحة وصورته الجميلة، هنا يأتي حديث أبيٌّ -رضي الله تعالى عنه- ليوصل إلينا هذه الصورة الجميلة التي نحتاجها في كلمات بسيطة، وتشبيهات بارعة، فيضعُ الرجلَ كأي رجلٍ منا يريد عبور أرض فيها شوك، والشوك بمعنى المعاصي والآثام، هنا يحتاج الإنسان إلى الاجتهاد الكبير في تجاوز هذه الأشواك المنثورة على الأرض.. وبمثل هذا الجهد على المسلم أن يتجاوز المعاصي والمنكرات والفتن التي يمر بها في حياته...